أمراض مزمنة

الحجامة: العلاج القديم بلمسة حديثة

الحجامة هي واحدة من أقدم العلاجات الطبية المعروفة في التاريخ. تعود جذورها إلى العصور القديمة، حيث كانت تستخدم في الثقافات المختلفة، مثل المصرية القديمة والصينية والإسلامية. اليوم، تُعاد الحجامة إلى الساحة كعلاج تكميلي وبديل يُستعمل لأغراض صحية متعددة. في هذا المقال، سنستعرض المنظور العلمي الدقيق، متناولين ما تفعله الحجامة في الجسم، متى يجب أن تُجرى، ما هي الممنوعات بعدها، متى يبدأ مفعولها، وأين يتجمع الدم الفاسد في الجسم.

ماذا تفعل الحجامة في الجسم؟

الحجامة تعمل عن طريق إنشاء شفط على الجلد باستخدام أكواب خاصة، مما يحدث ضغطًا سلبيًا يسحب الجلد والنسيج تحت الجلد إلى داخل الكوب. هذا الضغط يؤدي إلى تحفيز الدورة الدموية وزيادة تدفق الدم إلى المنطقة المعالجة، مما يعزز الشفاء ويقلل الألم والالتهابات. تتنوع فوائد الحجامة وفقًا للدراسات العلمية إلى ما يلي:

  1. تحسين الدورة الدموية: تساعد على توسيع الأوعية الدموية الصغيرة، مما يعزز تدفق الدم المؤكسج إلى الأنسجة والأعضاء.
  2. تقليل الألم والالتهابات: أظهرت بعض الأبحاث أن الحجامة قد تساعد في تقليل الألم المزمن والالتهابات، مثل آلام الظهر والرقبة.
  3. تحفيز الجهاز المناعي: الضغط الناتج عن الحجامة يمكن أن يعزز استجابة الجهاز المناعي من خلال زيادة إنتاج خلايا الدم البيضاء.
  4. إزالة السموم: تساعد على إزالة السموم المتراكمة في الجسم من خلال تحسين الدورة الدموية واللمفاوية.

متى يجب أن تُجرى الحجامة؟

هناك أوقات محددة قد تكون الأنسب لإجراء الحجامة لتحقيق أقصى فوائد صحية. وفقا للتقاليد الإسلامية والطبية، يفضل إجراء الحجامة في الأيام الفردية من الشهر القمري، خاصة في الأيام 17، 19، و21. ولكن من الناحية الطبية، يمكن إجراء الحجامة في أي وقت حسب احتياجات الشخص وحالته الصحية. يجب استشارة طبيب مختص أو ممارس مؤهل قبل إجراء الحجامة لتحديد الوقت الأنسب بناءً على الحالة الصحية الفردية.

ما هو الممنوع بعد الحجامة؟

بعد إجراء الحجامة، هناك بعض التعليمات التي يفضل اتباعها لضمان الحصول على أفضل النتائج وتجنب أي مضاعفات. من أهم هذه التعليمات:

  1. تجنب النشاط البدني الشاق: يفضل تجنب ممارسة الرياضة الشاقة أو الأعمال التي تتطلب مجهودًا كبيرًا لمدة 24 ساعة بعد ذلك.
  2. حمام ساخن: ينصح بتجنب الاستحمام بالماء الساخن بعد 24 ساعة، لأن ذلك قد يؤثر على المكان المعالج ويزيد من احتمالية حدوث تهيج.
  3. تجنب الكحول والمشروبات المنبهة: يجب الامتناع عن تناول الكحول أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين لمدة بعد 24 ساعة .
  4. تعرضك للبرودة: ينصح بتجنب التعرض للتيارات الهوائية الباردة أو الأماكن الباردة ، لأن الجلد يكون في حالة حساسة بعد العلاج.

بعد كم يوم تحس بالنتيجة؟

المفعول قد يختلف من شخص لآخر بناءً على الحالة الصحية والنوع المُستخدمة. عادةً ما يبدأ بعض الأشخاص في الشعور بالتحسن خلال 24 إلى 48 ساعة بعد الجلسة الأولى، حيث يمكن ملاحظة انخفاض في الألم وزيادة في النشاط. يمكن ان يستغرق الأمر بضعة أيام إلى أسبوعين للحصول على الفوائد الكاملة ، خاصة إذا كانت تستخدم لعلاج حالات مزمنة. من الضروري متابعة العلاج بجلسات منتظمة لتحقيق أفضل النتائج.

أين يتجمع الدم الفاسد في الجسم؟

في الطب التقليدي : “الدم الفاسد” هو الدم الذي يحتوي على شوائب وسموم يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة العامة. كما يقال إن هذا الدم يتجمع في مناطق معينة من الجسم مثل:

  1. العضلات المتوترة: تتجمع السموم والشوائب في العضلات التي تكون تحت ضغط مستمر أو توتر.
  2. الأوردة الراكدة: يمكن أن يتجمع الدم الفاسد في الأوردة التي تعاني من ركود في تدفق الدم، مما يسبب ظهور الدوالي.
  3. المفاصل الملتهبة: قد تتجمع السموم في المفاصل التي تعاني من التهابات، مما يزيد من الألم والتورم.

تساعد الحجامة في تحرير هذا الدم الفاسد من خلال الشفط، مما يمكن الجسم من التخلص من السموم بفعالية.

دوبالين:Duspaline

ختاما

اعتبرت الحجامة من العلاجات التقليدية التي أعيد اكتشافها وتقديرها في العصر الحديث بفضل فوائدها الصحية المثبتة. من خلال فهمنا العلمي لما تفعله في الجسم، ومتى يجب إجراؤها، وما هي الممنوعات بعدها، وكيفية ظهور مفعولها، وأين يتجمع الدم الفاسد، يمكننا الاستفادة القصوى من هذا العلاج التكميلي بأمان وفعالية. إذا كنت تفكر في التجربة ، تأكد من استشارة مختص صحي مؤهل لضمان تحقيق أفضل النتائج الصحية الممكنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Optimized with PageSpeed Ninja